المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠٢٢

شخصيّةٌ ثانويّة| سجى حمدان

صورة
  شخصية ثانوية| سجى حمدان أنا أستوعب فكرة أن يفقد المرء قدرته على الكتابة، فجميع الخلق يمرون بفترات انكماشٍ وانبساط، خيبةٍ وفرحة، والكتابةُ تحتاج إلى الشغف، أو الحنق، فيعيشُ المرء حزنه أو اندفاعه على الورق، لكن إن لم يتوافر كلاهما، وعلق المرء باعتيادية الوجود، ورقود الشعور، ما استطاع أن يُنتج شيئًا، فالكاتب محكومٌ بجلبة معايشاته، وتعايشاته. لكن ما لا أتفهمه حتى هذه اللحظة: أن يفقد المرء قدرته على قراءة ما قد كتبه يومًا، أن يهربَ من أفكاره القديمة، ويخاف أن يقع في مواجهةٍ معها عند أحد السطور، فتكسب هي المعركة، هُو خوف المرء من نفسه، لأنه أضحى لا يعرفها، ويخشى أن تذكره الحروف بها، وهذا أشرس مشاعر الغربة، وأعنفها. هناك حيث يصبح فرحه بالماضي يؤلمه، وبراءة تفكيره آنذاك تنغص عليه العيش الحالي، أما حزنه القديم فيدفعهُ للضحك لأسبابٍ يجهلها، ثم يتسائل: كيف تغيرت مجريات الأمور، فأصبحنا غرباء إلى هذه الدرجة التي تجعل الإنسان يظنّ أن الحزن فطرةٌ وطبيعة، يزور دياره الفرح يومًا ثم يغادر، وما أخفَّ الفرح ضيفًا، ثم يعود المرء لاعتياديته، وتعايشه مع الوضع الراهن، الغريب. هذا الكلام تولّد معي لحظي

مساءلة| بعد انتظار عام كامل طلبة المنحة الأزهرية يفقدون منحتهم في مصر!

سجى حمدان| موقع آخر قصة:    وقفت الطالبة تحرير عزام أمام موظف القبول والتسجيل في جامعة الأزهر بمصر، بعد رحلة سفرٍ برية قضتها ليومٍ كامل من غزة عبر معبر رفح البري إلى القاهرة؛ لإتمام إجراءات التسجيل في منحة دراسة الطب؛ فاصطدمت بقوله لها: "نعتذر لا توجد لديك أي منحة!".  تحرير هي واحدة من طلبة المعاهد الأزهرية بقطاع غزة، التي تتضمن 6 صفوف دراسية تبدأ من الأول الإعدادي وتنتهي في الثالث الثانوي، فيما تُقدم هذه المعاهد للمتفوقين مائة منحة سنوية للدراسة في جامعة الأزهر بمصر، من بينها كليات علمية كالطب البشري، وطب الأسنان، والصيدلة. وجرت العادة في نيل الطلبة لهذه المنحة الدراسية بالانتظار لمدة عامٍ كامل، من صدور شهادة الثانوية العامة، وذلك لإجراء الفحوصات الأمنية المطلوبة، والتنسيق لاستيعاب الطلبة؛ مما يعني أنّهم يخسرون عام دراسي كامل قبل مُباشرة الدراسة في مصر. غير أنّ، تحرير وزملائها وزميلاتها بعدما فقدوا عامًا في الانتظار، ذُهلوا من ذهاب المنحة سدى أيضًا وذلك بعد وصولهم للقاهرة، فاضطررن لاستئجار إحدى الشقق السكنية والانتظار لشهرٍ كامل على أمل أن تُثمر جهودهم في التواصل مع المسؤولي