المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢٠

"عاشقة للتفاصيل".. "لمى" طبيبة "تتلذذ" بفن البورتريه

صورة
https://felesteen.ps/p/74863   غزة- سجى حمدان:   زميلاتها في المدرسة أطلقن عليها لقب "بيكاسو الصف" حينما كانت ترسم أي شخصية كرتونية خلال بضع دقائق، كانت لمى السوسي سعيدة بنفسها قبل أن تظهر أول "صفعةٍ" لها في طريق الفن حين تحدّتها إحدى زميلاتها في الجامعة أن ترسم وجهها.  ما بقي أمام لمى خيار إلا أن تقبل التحدي لتكون أول تجربة لها في رسم البورتريه (رسم الوجوه)، عندها علَت نبرات "السخرية" بهذا العمل: "أتسمين هذا بورتريه؟!، انظري إلى رسم "فلان"، ذاك من يتقن الرسم حقًّا".  ما كان من لمى إلا أن تضحك مثلهن وكأنها تقبلت المزاح بصدر رحب، في حين تجوبُ رياحُ الغصّةِ دواخلها دون توقف، لتعتكف لمى على "فن رسم الوجوه" ليلًا ونهارًا، علَّها تثبتُ لنفسها جزءًا من الحقيقة التي شُكِّكَ بها على العلن.  لمى السوسي، طالبة طب أسنان بالمستوى الرابع؛ ذلك أنّ هذا الاختصاص هو "علمٌ وفن"، لتنعكس قدرات لمى الاحترافية على دراستها، فتجد أن طب الأسنان والفن يدعمُ كلٌّ منهما الآخر ويسيران بالتوازي.  "عينٌ ناقدة"  "قررتُ أن أخصص وقتًا

جدتي..أهزوجةُ الماضي الجميل

صورة
  https://felesteen.ps/p/71756 سجى حمدان: لا   زالت جدتي.. منبع الحكايات والمعاني التي لم تكتب عنها الكتب أو تشرح عنها القواميس، فتجاعيد وجنتيها التي قاربت شكل خريطة ما هي إلا توثيق حيّ لحقبة زمنية كاملة؛ فجدتي تكبر الاحتلال باثنين وعشرين عاما، أي أن منافساتها في هذا المجال هن أشجار الزيتون لا غير..  تمشي جدتي وهي تتكئ على عكاز التسعين وقد احدودب ظهرها بعد أن كانت تقف شامخة والكحل قد بلغ من العينين ما بلغ، وكلما سألتها عن معنى اسمها "هدباء" تجيب أي طويلة الرموش وسيعة العينين، وتؤكد أن الاسم قد بلغ نصيبه منها، وتذكرني بأنهن ثلاثُ أخوات "هدبة" و"هادية" و"صَبحة" أي حظيت قسماً من جمال الصباح، وليس لي إلا أن أبديَ الإعجاب أن كيف لأبيها أن يختار نفس القافية لبناته الثلاثة.  كان لجدتي شعرٌ طويل و"خيّاليّ" أي يشابه بكثافته ونعومته شعر الخيل، وعندما أسألها إلى أين قد يصل شعرها مثلاً، تشيرُ لي بيدها إلى ما فوق الركبة فلا تستطيع مشطه ولا تجديله إلا واقفةً، وما إن جلست نزلَ منها على الأرض واتسخ!  كلما انتقدتها كيف تحتمل ارتداء الثوب الفلسطيني المطر

الشهيد يحيى المبيض وعائلته.. بلا وداعٍ أخير

صورة
  https://felesteen.ps/p/72650 غزة/سجى حمدان: لكل أمِّ شهيد حقٌّ مشروعٌ في "العناق الأخير" لفلذة كبدها بعد أن استلته الأيام من بين أحضانها، إلا أنَّ ذلك لم يكن في انتظار الأربعينية "سُعاد" أم الشهيد يحيى المبيض بعدما تناثرت أشلاء جسده، فباتت النظرة الأخيرة إلى الجثمان المسجّى ضربًا من مستحيل.  تكتفي والدة الشهيد بتمرير راحة يدها المرتجفة على الكفن الأبيض، وكأنّ مسحةً كهذه ستزيل عن الذاكرة "حجاب واقعها السميك" وتعينها على مرارة الشوق سنواتٍ قادمة تستعين خلالها بصوره على مواجهة حياةٍ خلت منه.  يرحل يحيى عن عائلته بعد أن أطفأ شمعة عامه الـ٢٣ وهو أكبر فردٍ مسؤولٍ فيها بعد أبيه، بعدما قضى هو وثلاثةٌ من رفاقه "خلال تأديتهم الواجب الجهادي في التجهيز والإعداد"، قبل أيام، شرق حي الشجاعية.  يحيى أنهى مسيرته التعليمية على مقاعد المحاماة قبل أشهر معدودة، بعدما أبى إلا أن يكون "عصاميًّا" لا يدفع رسوم جامعته إلا من عرق جبينه ويُساعد عائلته في مصروف المنزل، فعمل في ورشات البناء إلى جانب دراسته، وكان يسعى في المدة الأخيرة لتسديد آخر قسطٍ يحول بينه وبين