المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢١

موتٌ أخير..

صورة
      لا شيء يدفعني للكتابة.. على عكس الناس كنت أكتب لأني حالمة، ولأن الحياة تكون في الكتاباتِ جميلة، ولأن عالم الكتابة أبيض نلونه بحسب ألوان الحبر في قلوبنا.. على عادتي.. تركض أصابعي قافزة بين أزرار الكيبورد وملامح وجهي لا تكف عن التبدل بين فرح أشعر به، أو حزنٌ أبكيه، أو شوق يفيض بقلبي فأسكبه على الورق وتختلط هناك المشاعر.. اليوم الأصابع مُسجاةٌ فوق المحرك، والأعين شاخصة تنظر إلى البياض الكثير أمامها، أما العقل يُساومني لِم لا نقلب لون الصفحة إلى الأسود؟ فهذا البياض المفرط نكايةً بالحزن الذي جئتِ تُوثقيه وما طقتِ به.. اليوم جف مداد القلب.. وانقلبت الصفحة ستارًا أسود، لا شيء يلونه مهما حاولنا الكتابة.. أعتقد أننا نظلم جراحنا حين نستعجل لمسها بالقلم قبل أن تبرأ، في كل مرة أجلس أمام هذه الأوراق أتسائل.. أن ماذا لو كانت الدموع مدادًا؟ كم من الأشجان سنُخلد؟ أما بعد.. فإن الشوارع لا زالت تبكي رغم حركة الحياة فيها، والبيوت اليوم وفيةٌ تنتحب على أطلال أصحابها، أما الجدير بالذكر فالقطط في وطني تمر ب”حالة نفسية” .. أما “نحن” لا مشكلة لدينا فهنا نمر بمحاذاة الحرب.. قتلى دون أن نُسجل ضمن الوفيات!