المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢٣

عدوان 2023

 في عبثيةٍ غريبةٍ من نوعها، بدأ القصف على غزة وانتهى، دون أن يعلم أحدٌ لِم بدأ من الاساس، ولِمَ انتهى. وبنفس العبثية رحل العشرات متوسدين دمائهم تحت الأنقاض، وبنفس العبثية بقي دم الأطفال فوق دفاتر تلوينهم، وسقطت دموع الكبار الواجمين، الذين تصرخ من حولهم أصوات من قبيل: "يجب أن تكونوا أقوياء"، "يجب للحياة أن تستمر"، "يجب أن نبني ما هُدم". هم لا يعرفون سوى لغة ال "يجب"، و"ينبغي"، متناسين الأب الذي لا زال يحدق في صورة ابنه، ولسان حاله يردد ما سبقه درويش في قوله: "كيف تبدلت الأدوار يا بنيّ؟ وصرتَ أمامي؟ أنا أولًا أولًا!"، ولا يدكون الشيخ ذو العقود الثمانية الذي أمضى نصفها تمامًا يدّخرُ القرشَ فوق القرش، حتى تحتضنه وأحفاده أربعه جدران وسقف، فتدُكّ الطائرات ما ما تم بناؤه في عشرات السنين خلال "ثوان". أعتقد أن من حقّنا جميعًا أو من الواجب -لست أدري أيهما الأنسب في هذا المقام- أن نظهر بعض الاحترام للحزن الذي يأكلُ شيئًا منا بعد كلّ حدث، أنا أنتمي للشهداء، وابنائهم، وزوجاتهم، وأمهاتهم، وأنتمي للأسرى، وأحبائهم، وأنتمي للأطفال ال